الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة الصحفية مبروكة خذير تحصد جائزة أحسن عمل متكامل في مهرجان تطوان الدولي عن فيلمها الوثائقي "أحفاد العبيد"

نشر في  07 ماي 2017  (21:07)

حصدت الصحفية مبروكة خذير جائزة أحسن عمل متكامل في الدورة الخامسة لمهرجان تطوان الدولي لسينما الحب والسلام، والذي انتظم من 2 الى 7 ماي، عن فيلمها الوثائقي "أحفاد العبيد".

ويغوص فيلم "أحفاد العبيد" في حكايات توثق التمييز العنصري في شتى مجالات الحياة: العلاقات الاجتماعية والعاطفية ووسائل التنقل والتعليم وحتى التمييز العنصري الذي تمارسه مؤسسات الدولة ذاتها سواء بوعي منها او بغير وعي بخطورة الظاهرة. ويقدم الفيلم قصصا لاناس عاشوا وعانوا من تمييز عنصري بمختلف اشكاله.

وقد أفادتنا المخرجة أنّ فكرة فيلم "أحفاد العبيد" تولدت سنة 2013 حين تحركت جمعيات المجتمع المدني تطالب بسن قوانين في الدستور الجديد تضمن حقوق من يتعرضون لممارسات عنصرية مضيفة أنّ الفكرة تدعمت أكثر حين تحدثت الى المخرجة التونسية اريج السحيري من موقع انكفادا فكان البدء بالعمل.

وأردفت قائلة: "توجهت حينها الى جنوب البلاد التونسية، الى ولايتي مدنين وقابس تحديدا حيث يوجد عدد كبير من السود بل وتوجد تجمعات للسود في مناطق معزولة عن مواطنين بيض مثلهم. لكن ما وجدته من حكايات وقصص جعلني ادرك أهمية الموضوع وحساسيته في الوقت نفسه فانطلقت في التصوير مباشرة".

وتعتبر مبروكة خذير أنّ "السينما التونسية تحتاج الى تناول مثل هذه المواضيع لاننا نعيش واقعا يوميا مؤلما يؤرق المثيرين دون ان نعلم. نحن نحتاج في الوقت الراهن ان نتناول بأسلوب توثيقي سينمائي هذه المواضيع لانها مواضيع إنسانية تتعلق بجزء كبير من مجتمعنا. الان في تونس بعد الثورة اصبح هناك هامش كبير من الحريات فانكسرت القيود وخرج السود في مظاهرات ينددون بالتمييز ومثلما انكسرت قيودهم فقد انكسرت قيود الاعلاميين ايضا ليصبح الحديث في مثل هذه الظواهر أمرا متاحا وضروريا حتى نكشف ما خفي من جوانب مريرة".

أما بخصوص ظاهرة التمييز العنصري في تونس، فقالت الصحفية-المخرجة إنه "اصبح يرقى الى ان يكون ظاهرة تمس بأشكال مختلفة حياة جزء كبير من التونسيين، انه في بعض المناطق في الجنوب التونسي خبز السود اليومي، ففي مدن الجنوب التونسي المدو والقصبة وسيدي مخلوف تتجلى أقصى حالات التمييز العنصري. في تلك المناطق مازال السود زادا فلكلوريا يلجأ له البيض لتنظيم حفلاتهم ويسمون السود العبيد الى يوم الناس هذا".

وواصلت قائلة: "التمييز العنصري هو الأزمة المخفية المسكوت عنها وتناولها يراه البعض اثارة للفتنة وتقسيما للمجتمع التونسي، وهذا ما اتهمنا به ونحن نصور الفيلم ولكن حسبنا اننا وثقنا الظاهرة وأثبتنا ان في تونس المتعددة التي توافدت اليها كل الحضارات من آلاف السنين مازال فيها من لا يُؤْمِن باختلاف اللون فينا. هناك في تونس من لا يقبل الاختلاف في اللون وهذا خطير ينم عن فقدان قيمة التسامح بين مكونات الشعب الواحد بيضا وسودا على حد سواء".

"تونس اليوم تحتاج الى مواطنيها سودا كانوا او بيضا لنبني بلادنا من جديد واذا ما تواصلت مثل هذه الممارسات فالديمقراطية الناشئة حقا في خطر ونحن نحتاج مراجعات فكرية وقيمية لننقذ اطفالنا من عقلية التمييز العنصري. ألا يجب ان نسأل أنفسنا في تونس اليوم التي تعد خمس عشرة بالمائة من السود لماذا لا نجد وزيرا واحدا اسود البشرة؟ لماذا لا نجد مثلا رجال سياسة ومسؤولين سود" تساءلت مبروكة خذير فاتحة أبواب الحوار لموضوع يعتبر من التابوهات في المجتمع التونسي.

شيراز